|
مكتب تنسيق التعريب يناقش رهانات الذكاء الاصطناعي ومستقبل اللغة العربية في صالونه الثقافي الرابع
استضاف مكتب تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بالرباط، يوم الخميس 26 سبتمبر 2025، الحلقة الرابعة من صالونه الثقافي الشهري تحت عنوان: «من اللغة إلى الفكر: رهانات الذكاء الاصطناعي ومستقبل العربية»، بمشاركة الأستاذ الدكتور مؤمن العنان، مدير مؤسسة لسان للغة العربية بلندن، والأستاذ الدكتور علي بولعلام، أستاذ التعليم العالي ومدير مختبر العلوم الإنسانية والرقمنة بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس.
وذكر الدكتور مراد الريفي في كلمته الافتتاحية، أن السيادة الرقمية تعد ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الثقافية والمعرفية العربية، مشددًا على أهمية مواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة لضمان حضور العربية في الفضاء الرقمي العالمي.
من جانبه، أبرز الدكتور مؤمن العنان أن اللغة العربية تواجه تحديًا مصيريًا في ظل هيمنة تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى ضرورة صون مكانتها كلغة فكر وإبداع وهوية حضارية، لا مجرد أداة تواصل. ورغم انتشارها بين ما يزيد عن 400 مليون متحدث، فإن حضورها الرقمي ما يزال محدودًا مقارنة باللغات الأخرى. وحذّر من الأخطاء النحوية والدلالية التي تنتجها النماذج الآلية، داعيًا إلى إشراك اللغويين في تصحيحها. كما دعا إلى إثراء قواعد البيانات بالسياقات الثقافية والتراثية العربية، واستثمار الذكاء الاصطناعي في تطوير مناهج تعليمية ذكية، وفي رقمنة التراث، وإنشاء معاجم تفاعلية حية ومترجم فوري يراعي الخصوصيات الثقافية. واختتم مداخلته بدعوة المؤسسات العربية إلى تعزيز الشراكات بين اللغويين والمبرمجين لتحويل الذكاء الاصطناعي إلى فرصة لإعادة تقديم العربية كلغة عالمية.
ومن جانبه، ركز الدكتور علي بولعلام، على رهانات التحول الرقمي، ومنها بناء بيئة رقمية عربية موحدة لإدماج اللغة والثقافة، والانتقال من إدارة المعرفة التقليدية إلى هندسة المعرفة الرقمية القائمة على الخوارزميات. وأكد أن تطور المعالجة الآلية للغة العربية من الأساليب اليدوية إلى النماذج التوليدية المعتمدة على البيانات الضخمة، يفتح آفاقًا جديدة لتوليد محتوى مبتكر. وأشار إلى أن المحتوى الرقمي العربي، يحتاج إلى تطوير نوعي يواكب تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل الترجمة الآلية، تحليل المشاعر، والتنقيب عن المعلومات.
واختُتم الصالون الذي نسقت أطواره الدكتورة مرية شوياخ من المكتب، بالتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود العربية لتطوير المحتوى الرقمي، عبر إطلاق مشاريع استراتيجية مثل إنشاء محرك بحث عربي مشترك، وتشكيل كتل تكنولوجية قادرة على منافسة التجمعات العالمية الكبرى في المجال.
|