|
مكتب تنسيق التعريب يسلط الضوء على تحديات الذخيرة المعجمية في الحلقة الثالثة من الصالون الثقافي
نظم مكتب تنسيق التعريب التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، الخميس 31 يوليو 2025، الحلقة الثالثة من صالونه الثقافي الشهري، وقد عالجت الحلقة موضوع: "الذخيرة المعجمية العربية: تحديات التوحيد والتوظيف"، بحضور عدد من الأساتذة والباحثين من جامعات ومؤسسات لغوية عربية متعددة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد مدير المكتب، سعادة الأستاذ الدكتور مراد الريفي، أن اللقاء يأتي في سياق جهود المكتب لتعزيز العمل اللغوي المشترك، ودعم الحوار حول قضايا معجمية ملحة، مشدداً على أن "الذخيرة المعجمية تمثل ركيزة أساسية في البناء اللغوي والمعرفي لأي أمة، وهي المفتاح لأي سياسة لغوية طموحة تسعى إلى التمكين للغة العربية في مختلف المجالات".
وأضاف سعادة المدير، أن "مكتب تنسيق التعريب يولي عناية كبيرة لما يُطرح في الصالون من أفكار واقتراحات، ويتعامل معها باعتبارها مساهمات نوعية في مسار تطوير العمل العربي المشترك في ميدان اللغة والمصطلح"، مشيراً إلى أن المكتب يعمل على استثمار هذه اللقاءات الثقافية لترسيخ ثقافة الحوار والانفتاح العلمي بين المهتمين والمعنيين باللغة العربية.
وقد استضافت الحلقة كلًا من الدكتور عبد العالم القريدي، عضو مجمع اللغة العربية في ليبيا، والدكتور محمد الأمين محمد المصطفى، أستاذ اللسانيات بجامعة المحظرة الشنقيطية الكبرى بموريتانيا.
في مداخلته، ركز الدكتور عبد العالم القريدي، على العوائق العملية لتوظيف المصطلح العربي في الحقول التخصصية، مشيراً إلى أن "اللغة العربية ما تزال مهمّشة في كثير من المؤسسات الجامعية والعلمية، الأمر الذي يضعف من حضور المصطلح العربي الحديث في الخطاب الأكاديمي". وشدد على أن إعادة اللغة العربية إلى الجامعات ومراكز البحث يُعدّ الخطوة الأولى نحو تمكينها واستعادة دورها في إنتاج المعرفة.
أما الدكتور محمد الأمين محمد المصطفى، فلفت إلى أن توحيد المصطلح العربي لا يزال يواجه جملة من التحديات، على رأسها غياب التنسيق المؤسسي الفعال بين الهيئات والمجامع اللغوية العربية، وتفاوت المرجعيات المعجمية والمصطلحية المعتمدة في مختلف الأقطار. وأضاف أن "المصطلح العربي يظل أسير اجتهادات فردية في كثير من الأحيان، وهو ما يعيق استثماره في التعليم والتكوين والبحث العلمي".
وأجمع الضيفان، إلى جانب المشاركين في اللقاء، على ضرورة العمل على تعزيز آليات التنسيق بين الجهات المعنية بالتعريب، وتجويد العمل المعجمي العربي ليواكب حاجات العصر. كما دعوا إلى بلورة رؤية موحدة في مجال المصطلح والتكوين المعجمي، تتكامل فيها الجهود الوطنية والإقليمية، وتُبنى على أساس علمي ومؤسسي راسخ.
يشار إلى أن الصالون الثقافي لمكتب تنسيق التعريب، هو منصة تفاكرية عربية أطلقها المكتب قبل ثلاثة أشهر لنقاش وتبادل الرؤى حول مختلف قضايا اللغة والمصطلح العربيين، وقد شارك في حلقات الصالون السالفة عشرات الدكاترة والباحثين من مختلف دولنا العربية، فيما سنتشر لاحقا مواد الصالون على منصات المكتب وموقعه الإلكتروني على الشابكة.
|