• English
الجمعة 29 مارس 2024

 

في حفل بهيج إحتضنته قاعة الاجتماعات الكبرى بالمكتبة الوطنية المغربية في مدينة الرباط
في حفل بهيج إحتضنته قاعة الاجتماعات الكبرى بالمكتبة الوطنية المغربية في مدينة الرباط يوم الثلاثاء 9 نوفمبر 2010 برعاية جلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية،
في حفل بهيج إحتضنته قاعة الاجتماعات الكبرى بالمكتبة الوطنية المغربية في مدينة الرباط يوم الثلاثاء 9 نوفمبر 2010 برعاية جلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية، سلّم الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والرئيس عبدو ضيوف، الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية جائزة ابن خلدون-سنغور في دورتها الثالثة 2010 للأستاذ الباحث عبد السّلام الشدّادي لترجمته من العربية إلى الفرنسيّة مصنّف «سيرة ابن خلدون الذاتّية» نشرتها دار الفنون والعلوم والآداب بالمغرب.
الفائز بجائزة ابن خلدون-سنغور للعلوم الإنسانية في الترجمة هو باحث بالمعهد العالي للبحث العلمي بجامعة محمد الخامس بالرباط وعمل بجامعة هارفارد الأمريكية، وهو معروف بتخصصه في الترجمة، وسبق له أن نال عدّة جوائز في هذا المجال منها جائزة الملك عبد الله العالمية للترجمة عن ترجمته لجانب واسع من المقدّمة لإبن خلدون، التي كان لها الصّدى الطيّب في الأوساط الثقافية والأدبية والعلمية في البلاد العربية والفضاء الفرنسي.

وقد أشادت الأستاذة الدكتورة تهاني عمر، رئيسة لجنة التحكيم الخاصة بجائزة ابن خلدون-سنغور، في بداية الحفل بترجمة سيرة ابن خلدون الذاتية التي جاءت في طبعة ثنائية اللغة والتي تقدّم النص الأصلي قبالة الترجمة وفي نشرة فاخرة.
ولاحظ أعضاء لجنة التحكيم في حيثيات قرارهم باختيار الدكتور عبد السّلام الشدّادي أنّ نصّ سيرة ابن خلدون يتميّز بأصالته وهو جامع لتفاصيل ضافية من حياة هذا المؤرخ العالم، ومن رحلاته شرقا وغربا مليئة بالأحداث متضمّنة حيوات أساتذته وتلاميذه وأصدقائه والمناصب المختلفة التي تولاّها والأعمال المختلفة التي قام بها طيلة حياته في تونس والمغرب والجزائر والأندلس ومصر. ووفّرت للقارئ مشهدا عاما عن حياة الأمراء والحكام في ذلك العصر، وقد تمكن الباحث المترجم عبد السلام الشدّادي من ترجمة النصّ الأصلي بما يشدّ الانتباه لدقتها وجمال أسلوبها.
وان أعضاء لجنة التحكيم الخاصة بجائزة ابن خلدون-سنغور هم الأساتذة تهاني عمر من مصر، وزهيدة درويش جبور من جامعة طرابلس - لبنان، ومحمد محجوب المدير العام للمركز الوطني للترجمة بتونس، ومحمد مصطفى القباج وهو مغربي يعمل مديرا لمركز الحوار بين الحضارات بجينيف ومحمد رجاء فرحات وهو كاتب واعلامي تونسي وبسّام بركة الأمين العام لاتحاد المترجمين العرب بلبنان.
وقد تلقّى الفائز بالجائزة تهاني المشرفين على هذا الحفل الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور، المدير العام للألكسو والرئيس عبدو ضيوف، الأمين العام للمنظمة الدولية للفرنكوفونية والأستاذ بنسالم حميش وزير الثقافة في الحكومة المغربية.
وأثنى الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور، والرئيس عبدو ضيوف على الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية لتفضله بوضع موكب تسليم الجائزة والندوة المرافقة تحت رعايته الكريمة.
وجاء في كلمة المدير العام للألكسو أن إحداث هذه الجائزة دليل أخر على سعي المنظمة إلى المساهمة في النهوض بالفكر العربي والابداع المتّصل بلغة الضاد وحضارتها ولارساء كل صيغ التبادل الثقافي بين الوطن العربي والفضاءات الحضارية الأخرى.
وتوجه المدير العام للألكسو بالشكر للرئيس عبدو ضيوف، الأمين العام للفرنكوفونية على تفضله بتوقيع اتفاقية في هذا الشأن فأحدثت الجائزة تجسيما رائع للجهود المبذولة من لدن المنظمتين من أجل حراك التّثاقف والحوار بين الفضاء ين العربي والفرنكوفوني.
ولم يقتصر التعاون بين المنظمتين على الجائزة بل قامتا بتعزيز الجسور بين اللغتين بانشاء برنامج مشترك لاحداث مراكز للمطالعة والتنشيط الثقافي في دول افريقية ذات الاحتياجات الخصوصية تتكون من جناحين واحد للغة الفرنسية وهو من مشمولات الفرنكوفوينة والآخر للغة العربية منوط بعهدة الألكسو.
وقال المدير العام للألكسو: «لا يخفى أن العلاقة بين اللغتين العربية والفرنسية علاقة عريقة بالرغم من التوتّر في فترات قد مضت وتولّت بالإعجاب المتبادل واقتناع أصحابها بقدراتهما على إثراء الحضارة الإنسانية وصونها من التراجع».
وفي هذه الكلمة أعطى الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور أمثلة من المستعربين الفرنسيين والفرنكوفونيين الذين قاموا بدور متميز في نشر الثقافة العربية وادابها وتدريس لغتها ومنهم ديسلان De Slane مترجم ابن خلدون و«غلان» Galland مترجم ألف ليلة وليلة و «سيلفاستر دي ساسي» Sylvestre De Sacy.
وأشاد الرئيس عبدو ضيوف من ناحيته بجائزة ابن خلدون - سنغور في تقوية جسور التعاون والتبادل والتنوع الثقافيين بين شعوب الفضائين العربي والفرنكوفوني شاكرا الدور الذي تقوم به الألسكو في هذا المجال بالشراكة مع المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
أما الأستاذ بنسالم حميش وزير الثقافة في المغرب فإنه قدم عرضا تاريخيا لبداية الاهتمام بالترجمة في العالم العربي الإسلامي مركزاً على الدور الذي قام به الخليفة المأمون باعث بيت الحكمة.
وقد سبقت موكب تسليم جائزة ابن خلدون سنغور مائدة مستديرة حول الترجمة كأداة للحوار بين الثقافات في المكتبة الوطنية بالرباط شارك فيها عدد من الباحثين والمترجمين من المغرب وتونس ومصر ولبنان وفرنسا وبلجيكا والإمارات العربية المتحدة، ونذكر منهم الفائز بجائزة هذه الدورة الأستاذ عبد السلام الشدادي والفائز بجائزة دورة 2009 الأستاذ حسن حمزة وهو لبناني يعيش في فرنسا، بالإضافة إلى كامل أعضاء لجنة التحكيم، وانضم إليهم الدكتور مختار طالب بن ذياب الكاتب العام لمعهد العالم العربي بباريس وهو جزائري.
وإثر المحاضرات التي القيت في هذه الندوة الثقافية العلمية، أصدر المشاركون عدّة توصيات لمزيد الاهتمام بالترجمة والمترجمين بين العربية والفرنسية والعمل على تجاوز الصعوبات في هذا المجال واتخاذ خطوات ملموسة لجعل دراسة النصوص المترجمة بين العربية والفرنسية ولا سيما في المجال الفكري والأدبي موضوع دراسة على المستوى الأكاديمي والاتصالي.
وللعلم فقد حضر حفل تسليم الجائزة عدد كبير من الديبلوماسيين العرب والأجانب. كما حضرها معالي الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلم والثقافة ومعالي السيد الحبيب بن يحيى الأمين العام لاتحاد دول المغرب العربي.
تابعونا على